هل تعلم كم من مرةٍ أردتُ الاستسلام؟
أنا لا أمزح بالفعل لقد أردت الاستسلام أكثر من عدد المرات التي تناولت أنت فيها وجبة عشاءٍ ساخنةٍ، الكم الهائل من الرفض والفشل سحقوني، هذان الشيئان يسحقوننا جميعًا، تبدو الحياة في بعض الأحيان كالنكتة وكأننا وُضعنا في سيارة سباقٍ على سرعة ثلاث مئة كيلو مترًا في الساعة والمطلوب منا قيادة هذه السيارة بدون مقود، هذه هي الحياة.
لا تستسلم أبدًا لأن:
١- لا أريدك أن تستسلم
إذن هذا اتفاق، لا أريدك أن تستسلم فلقد عملتُ كثيرًا ولفترةٍ طويلةٍ جداً لكي تقرأ كل مقالةٍ كتبتُها، لتستسلم أنت فجأةً لأن شخصًا ما عكَّر مزاجك! نحن لا نفعل هذا لنلهم أنفسنا فأنت السبب لأكتب هذا بغض النظر عمّا تظن، قبل أن تستسلم راسلني على إحدى صفحاتي على مواقع التواصل الاجتماعي، أنا أهتم ولن أخذلك، سأقول لك ما لا تريد سماعه وسأطلعك على الحقيقة، قد لا يعجبك ما عليَّ قوله فنحن لا نوزع الحلوى يا حلو، تحمَّل وثابر لأنني لن أدعك تستسلم، اختبرني.
٢- ما هو أسوأ شيءٍ ممكن أن يحصل؟
هذا هو سؤالي المفضل الذي أسأله في كل لحظةٍ مخيفةٍ، استمريت في المثابرة وعانيت معاناةً حقيقيةً، ما هو أسوأ شيءٍ من الممكن أن يحصل؟ أن تحاول مرةً أخرى وتفشل مرةً أخرى؟ ما هو أسوأ شيءٍ ممكن أن يحصل؟ أن تثق بشخصٍ ما ثم يخدعك؟ دائمًا ما تحصل، فما هو أسوأ شيءٍ ممكن أن يحصل؟
“غالبًا أكبر مخاوفك هي من صناعة مخيلتك التي تحاول إبقاءك في منطقة الأمان، الأمان لا يجلب لك ما تريده”
٣- هناك سببٌ لوجودك هنا
أمضيتُ سنواتٍ من حياتي أعتقد أن السبب في وجودي في الحياة هو جمع المال والذهاب في إجازةٍ والشراب والاستمتاع، لسوء الحظ كنت مخطئًا فالحياة لطالما أعطتني مهمةً جديدةً كلما أنجز مهمةً سابقةً وهذا ينطبق عليك أيضًا، أنت هنا لسببٍ وإن لم تكتشف ذلك بعد فستشعر وكأنما ارتطم شيءٌ ما على وجهك، أنت هنا لسببٍ فالحياة ليست بلا معنى، كل شيءٍ له غايةٌ من وجوده حتى إن لم تكن قد اكتشفت غايتك بعد.
دعنا من عبارات “الهدف والرؤية” لأنك قد قرأتها من قبل في بعض مقالات المساعدة الذاتية، لننسى كل ذلك ونختصرها في فكرةٍ واحدةٍ (أنت هنا لسببٍ) ابحث عن هذا السبب ثم لا تغفل عنه أبدًا.
سوف يتهمك الناس بالجنون، لا تهتم لهم، سينظر إليك الناس وكأنك لست على صوابٍ (يحدث ذلك معي دائمًا) فلا تهتم لهم، سيعتقدون أيضًا أنك قد فقدت عقلك، لا تهتم لهم، ثم سيرغب الناس بما لديك فساعدهم وسيريد البعض الانضمام إليك عندما يكتشفون أنك على حقٍ، شاركهم واعمل معهم فالناس تريد أن تكون تابعة قودهم لكي يكتشفوا الغاية من وجودهم في هذه الحياة.
“الاستسلام للضعفاء، لقد وضحت لك الشيء الوحيد الذي تحتاج أن تفعله دائمًا وليس هناك أي شيءٍ آخر فكل شيءٍ سيتتابع وقت ما تكتشف الغاية من وجودك في الحياة ولن تقدر على الاستسلام أبدًا إذا اتبعت هذه الطريقة”.
٤- ليست فقط في عقلك
جسدك يخبرك الكثير، ليس عقلك فقط من يخبرك أن تستسلم بل كامل جسدك، اجلس باعتدالٍ وتحدث بثقةٍ حتى إن لم تكن تشعر بذلك، الاستسلام يبدو على جسدك وليس فقط في أفكارك.
٥- يمكنك توجيه طاقتك بطريقةٍ مختلفةٍ
وجِّه كامل طاقتك التي تشعرك بالاستسلام وحولها إلى طاقةٍ ملهمةٍ للآخرين من خلال موهبتك، عندما تطور موهبتك أكثر من أي شخصٍ آخر وقتها ستلهمهم بتلك الموهبة، الاستسلام يتطلب طاقةً كبيرةً فالأفضل استخدام هذه الطاقة بطريقةٍ جيدةٍ.
٦- بإمكانك أن تجرب هذه الطريقة، أخبر الناس أنك تريد الاستسلام (وشاهد)
اذهب وتحدث مع من يحترمك ويقدر ما تفعله إذا شعرت بالاستسلام أخبرهم بأنك يئست وتريد أن تستسلم، وشاهد.
الشخص الذي أخبرته بذلك سيحاول إقناعك بالاستمرار والمثابرة وإعادة النظر إلى خياراتك، مهما استغرق ذلك من الزمن، فمن المحتمل أن تكون أنت مصدر إلهامه ولا يريدك أن تستسلم، يحصل ذلك لأنك عندما تستسلم لشيءٍ يقدره الآخرون فهو ليس جيدًا لهم أيضًا، الاستسلام يربكك ويربك الأشخاص الذين يحترمونك ويقدرونك فعندما تستسلم الجميع يخسر، نقص قوة إرادتك لا يقتل أحلامك فقط بل يقتل أحلام كثيرٍ ممن حولك.
نحن جميعًا متصلين ببعضٍ بطريقةٍ ما، الكثير منا يعيش حياته وهو مُلهمٌ بأحلام غيره، إذا أردتُ الاستسلام الآن أتوقع أني سأحبطكم لدرجة أنني سأعاني من الأرق لأسابيع عديدةٍ، الناس لا تريدك أن تستسلم وكذلك أنا.
7- ليست بذلك السوء يا عزيزي
قد تشعر بأن الاستسلام هو الخيار الوحيد لكن الوضع ليس بذلك السوء مهما كانت الأسباب فالسبب الجوهري هو أنك أقنعت نفسك بأنه صعبٌ للغاية ولا يوجد سببٌ للاستمرار، لكنه ليس بذلك السوء يا عزيزي.
خسرت ثروتي
حاول في امتلاك ثروه اكثر
لا أحد يتابع أعمالي
لا يهمك احد
لا يهمك احد
هذه أسبابٌ عظيمةٌ تدفعني للاستسلام ولكن هل استسلمت؟ بالطبع لا، كل هذه مواقفُ مزعجةٌ ولكن مهما ساء الموقف فهو ليس سيئًا كما نتصوره، أحدٌ ما قد يواجه موقفًا أسوأ منك، قد يكون مفلسًا أو يكون قد خسر أحد أعضاء جسده أو فقد منزله أو حتى من دون طعام أو ربما يحتضر، فلا تشتكي عن سوء حالتك، لا تفعل ذلك فلم تقاوم المصاعب كما تتصور يمكنك فعل المزيد، لا تستسلم أبدًا.
٨- أنت تروي قصة الاستسلام
قصتك حول لماذا يجب أن تستسلم ستُحكى من قبلك وأنت الكاتب فيجب عليك أن تكف عن رواية القصص الحمقاء، لا أحد يريد سماع قصة الاستسلام بما فيهم أنت، لذلك كُفَّ عن قص هذه الرواية الفظيعة، إذا مسكتُ مسدسًا ووجهته نحو رأسك وأمرتُك أن تغير قصة حياتك، أراهنك بملايين الدولارات أنك ستقوم بتغييرها وأراهن أيضًا أنك لن تبكي قط كالطفل مرةً ثانيةً وتحاول الاستسلام أبدًا.
***********************
***********************